باريس.. معرض حول العلاقات المعقدة بين "اليهود والمسلمين" على مدى قرن ونصف

باريس.. معرض حول العلاقات المعقدة بين "اليهود والمسلمين" على مدى قرن ونصف
معرض حول العلاقات المعقدة بين "اليهود والمسلمين"

تنطلق في العاصمة الفرنسية باريس، الثلاثاء، فعاليات معرض "يهود ومسلمون من فرنسا الاستعمارية إلى أيامنا هذه" والذي يلقي نظرة تاريخية مختلفة للعلاقات المعقدة والحساسة بين الجانبين على مدى قرن ونصف القرن بهدف "الإبقاء على جسور".

ويحمل المعرض عنواناً فرعياً هو "معلومات تاريخية أكثر وصور نمطية أقل" وينطلق الثلاثاء في متحف تاريخ الهجرة ويستمر حتى 17 يوليو، وفقا لوكالة (فراس برس).

مغامرة فكرية

وقال المفوض العام للمعرض المؤرخ بنجامان ستورا "إنها المرة الأولى التي نخوض فيها هذه المغامرة الفكرية الصعبة، أي تاريخ العلاقات بين اليهود والمسلمين الممتد على فترة طويلة"، منوهاً بأن المعرض لا يكتفي بالتركيز على المواجهات  بل يركز على إمكانات نقل ذاكرة مشتركة، من دون سذاجة بهدف مد جسور والمحافظة عليها.

يعد المعرض امتداداً لمعرض "يهود الشرق تاريخ يمتد آلاف السنين" الذي انتهى مؤخرا في معهد العالم العربي مع بعد تكميلي مرتبط بـ"التاريخ السياسي والثقافي والاجتماعي في فرنسا" على ما يؤكد المفوض التنفيذي المؤرخ ماتياس دريفوس.

ويقود مسار المعرض الزائر عبر ثلاث مراحل رئيسية مدعومة بصور وملصقات ومقاطع مصورة من أرشيف المعهد الوطني للمرئي والمسموع.

تمتد المرحلة الأولى بين عامي 1830 و1914 مع بدء الوجود الفرنسي في الجزائر (1830) ومن ثم تونس (1881) والمغرب (1912) فيما تشمل الثانية مرحلة ما بين الحربين العالميتين ونظام فيشي وانتهاء الاستعمار في المغرب وتونس.. أما المرحلة الثالثة من 1967 وحتى وقتنا الحاضر، فتشمل فرنسا فقط مع انتقال جاليات يهودية ومسلمة باتت اليوم من حيث العدد، الأكبر في أوروبا.

ويقع الزائر على أدلة فصل أو مواجهات، بحسب تعبير ستورا. موضحاً أن مرسوم كريميو الصادر عن الدولة الفرنسية عام 1870 والذي تعرض نسخة رسمية منه، يمنح الجنسية الفرنسية إلى 35 ألف يهودي من الجزائر ويحرم منها ثلاثة ملايين مسلم. وكان هؤلاء يتمتعون بوضع "السكان المحليين" مع حقوق مدنية وقانونية محدودة ما أثار في نفوسهم شعورا بالظلم.

وستكون لذلك تداعيات استمرت إلى عام 1962 مع استقلال الجزائر.. فاليهود الذين وصلوا إلى فرنسا اعتبروا مواطنين تم إجلاؤهم فيما اعتبر مسلمون انتقلوا إلى فرنسا أنهم مهاجرون.

 

إعارات وطنية

ويشير ستورا إلى صدمة كبيرة أخرى تتمثل بأحداث قسنطينة عام 1934 التي أدت إلى مقتل 28 شخصا هم 25 يهوديا وثلاثة مسلمين.

ويقول دريفوس إنه اعتبارا من حرب 1967 استحال النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بمثابة "النقطة التي تشنج العلاقات بين اليهود والمسلمين في فرنسا" حتى الآن.

ويظهر المعرض أيضاً التفاعل بين اليهود والمسلمين في الوسط الموسيقي وفي مجال الرسم خصوصاً خلال مرحلة ما بين الحربين أو دعم عائلات يهودية وقفت في معسكر الجزائر خلال حرب الاستقلال.

وبحسب الوكالة، يغوص الزائر من خلال المعرض في الأجواء الشرقية الطاغية على حي بيلفيل في باريس في سبعينيات القرن الماضي والتي سيستلهمها مخرجون سينمائيون.

عنصرية

ويلفت المعرض انتباه الزائر إلى العنصرية التي يواجهها المسلمون وإلى معاداة السامية الحديثة منذ الانتفاضة الثانية. وتستوقفه كذلك صور مراهقين مسلمين ويهود ومسيحيين وملحدين من مدرسة تكميلية في سارسيل في منطقة باريس.

الأعمال والوثائق المعروضة جاءت من مؤسسات وطنية فرنسية في المقام الأول بخلاف ما عرض في معرض "يهود الشرق" الذي استفاد من إعارات من مؤسسات إسرائيلية وهو ما أثار جدلا.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية